بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني أخواتي الكرام

ثم أمّا بعد،

بعد مرور أكثر من عُشرية في المُعاشرة الزوجيّة، أريد أن أتقاسم معكم تجربتي المُتواضعة في ميدان الحياة الزوجيّة و من ثَمَ الأُسرية.

1/ - أن تكون الزوجة المستقبلية متخالفة في أفكارك، لا من ناحية الجُذُور بل الفروع ؛ و أن تُحاولا، قدر المُستطاع التفاهم بينكما فيهما ؛

2/ - أن تكون الزوجة المستقبلية متقاربة معك في المُستوى المعيشي و إن لم تكون تعلم عن تاريخ مسار عائلتها فحاول قدر المُستطاع أن تعرفه ؛

3/ - أن تكون الزوجة المستقبلية يكون مستواها الفكري بالنسبة إليك، تارةً يفوقك، و تارةً أُخرى تفوقها في بعض الميادين ؛

4/ - أن تكون الزوجة المستقبلية مظهرها الخارجي (المرفلوجي) متواضع، بحيث لا يكون قبيحاً قبحاً مُبرحاً، و أن لا يكون بزين فتاناً ؛

5/ - أن تكون الزوجة المستقبلية فيما بينكما تفاهم في النظرة المستقبلية، و حبذا أن تتعاهدا على إحترامها، و عدم المساس أو الدوس عليها ؛ هي ثابتة، لكن بإستطاعتكم النقاش فيها لتغييرها بالتراضي الطرفين، أو الطرف الذي سوف يتنازل برضاه، و إن إستعصى عليه الأمر، أن تحولا مشورتكما إلى أهل الإختصاص، بعد عن أهليكُما، كي لا يُؤثر عليكما من الناحية الوراثية ؛

6/ - أن تكون الزوجة المستقبلية قريبة منك في العادات و التقاليد، و تكون أنت أيضاًُ قريب منها فيهما، و إن لم يكن كذلك، فحاولا قدر المُستطاع التعرف و لو بكتابة على الرُزنامة بكل المُناسبات في الأعياد ما تفعله المرأة و ما يفعله الرجل، و أنتما بغير أطفال، أو بأطفال ؛ و أن تكونا على دراية دقيقة في كيفية تربية الأطفال في خضم هذه العادات و التقاليد و أخيراً أن تكون على علم تام بما تقوما به، الكل على حدى عن عادات و تقاليد المنطقة التي كانت مسقط رأسكم بل و حتى مسقط رأس والديكم ؛

7/ - أن تكون الزوجة المستقبلية تحبذ الذوذ عليك، كما أنت كذلك تبادلها نفس الشعور، و أن لا تُخلطا بين "الغيرة عليها" و "الغيرة منها" ؛ و لأنه السُم الأكبر في المُعاشرة الزوجية، عليكم التفادي في التخمينات السلبيّة، من حيث اللباس أو الهِنْدَامْ أو من خلال ألوانها و كيفية تفصيلها بل و حتى العطور التي تحبذون التعطر بها، أن تعلمونها جيّداً فيما بينكما كي لا يكون جدال أو فرض رأي الأول على حساب الآخر ؛ الكل بقناعة تامة و دون لُبس أو شبهة أو عدم الوضوح، لأن كثيراً ما تكون هذه الدقائق في الأمور، و التي نراها تافهة يلج الشيطان منها و يكبرها أينما تكبير. بالمُوازات، أُنوه كذلك عن أنواع الأطعمة و الأشربة التي تحبذونها و هنا أفتح قوس (فيما يخص الريجيم "الحمية" خاصة قبل الولادة إن أرادت الزوجة أو الزوجين لا ينجبا طفلاً فيدخل فيه عُنصر الأقراص المانعة للحمل، إذ يغير مرفولوجية الزوجة، كما يغير حتى طريقة تفكيرها و تصبح نوع ما متعصبة. كذلك بعد الولادة للمرأة : تكون الزوجة ثخينة بعض الشئ ممّا يجعلها في حالة تأهب قُصوى بالنسبة لرشاقتها و أن تكون المثالية في المعاشرة الزوجية، إذ يستوجب عليها أن تضحي بالنفس و النفيس كي تبلغ ما تصبو إليه، و هو جعل الرجل دائما ينظر إليها و يكون كل كيانه "مُمَغْنَطْ" بإتجاهِهَا ؛ و بعد الأربعين للرجل عليه أن يتفادى الإكتراث من "الملح و السكر" و هذا العُنصرين أساسيين إن كانا ناقصين عند الرجل يؤثر عليه كذلك في تصرفاته، كما لن ننسى بعد سن الخمسين يكون أكثر إنجذابا للعُنصر الأُنثوي و إن لم تعوض له زوجته ما يتطلب منه الخواص البيولوجي سوف تحدث الكارثة بالإنفصال و من ثَمَ الشرخ العائلي.



إخواني الكرام هذه غيض من فيض ما عندي من إقتراحات للشباب المُقبلين على الزواج، و إن شاء الله تعالى، عليهم بالتكتم بأسرارهم العائلية لدى أُسرهم حتى الأقارب أو أعضائها الحميمين، لأنها مُوصلة الخبر إلى الذين قد يُضاعفون في المشكل كان بمقدورهما أن يتناقشا بينهما، كما سلفنا الذكر، و يتركا للوقت، بالصلاة و الدعاء و الصدقة يُذلان مشاكلهما آجلاً أم عاجلاً.

هذا و الله أعلى و أعلم.

أخاكم في الله.